مصر تُحلّق عالميًا.. طفرة في الطيران وتقدّم 36 مركزًا عالميًا وجوائز تُعزّز مكانتها الإقليمية
كتبت : ميادة فايق
في احتفالية اليوم العالمي للطيران المدني، يبرز قطاع الطيران المصري كأحد النماذج الأكثر تحولًا في المنطقة، بعد سلسلة من النجاحات التي لم تعد مجرد مؤشرات تقدم، بل تحوّلت إلى ملامح استراتيجية دولة تستهدف ترسيخ موقع مصر كمركز إقليمي رئيسي للطيران والملاحة الجوية.
فخلال عام 2024، سجّلت مصر تقدمًا لافتًا في مؤشر البنية التحتية للنقل الجوي بالصعود 36 مركزًا دفعة واحدة لتستقر عند المرتبة 27 عالميًا، وهو إنجاز يعكس حجم التطوير الشامل في منظومة المطارات، بما يشمل التوسع في السعات الاستيعابية، وتحديث منظومات الملاحة، ودمج أحدث تقنيات إدارة الحركة الجوية.
وتأتي هذه القفزة بالتزامن مع حدث تاريخي تستعد له الدولة وهو افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر 2025، أحد أهم المشروعات الثقافية في العالم. وقد بدأت ملامح التأثير السياحي للمتحف تظهر مبكرًا، حيث استقبل مطارا القاهرة وسفنكس 50 رحلة دولية خلال فترة وجيزة، ما يشير إلى ارتفاع حجم الطلب على الوجهة المصرية والاستعدادات المكثفة لاستقبال ملايين الزوار المتوقع تدفقهم عقب الافتتاح.
وتعزز هذه الإنجازات مجموعة من الجوائز الدولية التي حصلت عليها المطارات المصرية لعام 2025، مما يعكس الاعتراف العالمي بقدرة مصر على تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة. فقد نال مطار القاهرة الدولي جائزة الاستدامة لجهوده في الحد من الانبعاثات وتطبيق نظم تشغيل صديقة للبيئة، فيما فاز مطار الغردقة الدولي ومطار سوهاج بجوائز إدارة نظم السلامة بعد اجتياز عمليات تقييم دولية دقيقة أثبتت كفاءة التجهيزات والتطبيقات التشغيلية وفاعلية تدريب العنصر البشري.
وفي موازاة ذلك، واصلت مصر للطيران تعزيز تنافسيتها عالميًا، بعد دخولها قائمة أفضل شركات الطيران وحصولها على المركز 68 عالميًا، إلى جانب سلسلة من الجوائز التي تُوّجت بها خلال العام، في اعتراف دولي بتطور خدماتها، وتحديث أسطولها، وتحسن تجربة المسافر.
وترسم هذه المعطيات مجتمعة صورة متقدمة لمستقبل الطيران في مصر، حيث تمتزج رؤية الدولة للتنمية المستدامة مع رغبة استراتيجية في تعزيز الربط الجوي الإقليمي والدولي، وتهيئة بيئة طيران آمنة وحديثة تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.
وفي ظل هذا الزخم، تبدو مصر في طريقها لترسيخ دورها كمحور رئيسي لحركة الطيران في الشرق الأوسط وإفريقيا، بما يحقق تكاملًا بين نهضة البنية التحتية، وتطوير المطارات، وارتفاع كفاءة الناقل الوطني، لتصبح منظومة الطيران رافعة حقيقية للنمو الاقتصادي والسياحي خلال السنوات المقبلة.
