مصر تعتزم إنشاء مصنع لإنتاج وقود الطائرات المستدام ESAF .. تفاصيل
كتبت : ميادة فايق
عقد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، اجتماعاً موسعاً بمقر وزارة البترول بالعاصمة الإدارية، لبحث آليات التنسيق المشترك في مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام (SAF)، الذي تنفذه الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات.
وأكد المهندس كريم بدوي أن المشروع يعكس التزام الحكومة بتكامل الجهود بين الوزارات، ويعد من أبرز المبادرات الداعمة للمردودين الاقتصادي والبيئي.
وأوضح أن المشروع يأتي ضمن حزمة مشروعات خضراء تتبناها الوزارة لتوفير منتجات صديقة للبيئة وخفض الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن تلبية الطلب المحلي والعالمي المتزايد على هذا النوع من الوقود الحيوي.
ومن جانبه، أكد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، أهمية توطين صناعة وقود الطائرات المستدام (SAF) في مصر، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) وذلك من خلال التنسيق والتعاون الوثيق مع سلطة الطيران المدنى المصرى ، موضحا ان هذا التوجه يأتي ضمن رؤية استراتيجية للتحول نحو الطاقة النظيفة في قطاع الطيران، و مؤكدا على أهمية تعزيز أطر التكامل والتعاون بين مختلف الوزارات والجهات المعنية بالدولة ، في سبيل دعم إنشاء وتطوير صناعة الوقود المستدام للطائرات.
وأشار وزير الطيران المدنى إلى أن إنشاء الشركة المصرية لإنتاج وقود الطائرات المستدام (ESAF) يُعد خطوة فارقة نحو تمكين مصر من ريادة هذه الصناعة الواعدة على مستوى القارة الإفريقية، مشيدًا بالدور المحوري الذي تضطلع به وزارة البترول والثروة المعدنية، لما تمتلكه من خبرات متقدمة في مجالات التكرير والطاقة، تسهم في دعم الإنتاج المحلي والدولى بجودة وكفاءة عالية.
وأضاف الدكتور سامح الحفنى بأن المشروع يُعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتوزيع الوقود المستدام، ويُترجم التزاماتها الدولية في مجالات الاستدامة والبيئة، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، ودعم التحول لمصادر الطاقة النظيفة في القطاعات الحيوية.
كما أكد الحفني على ضرورة إعداد دراسة جدوى متكاملة تشمل الجوانب الفنية والاقتصادية والتشغيلية، واعتمادها من الجهات المختصة، مع وضع آلية لوجستية فعّالة تضمن كفاءة سلسلة الإمداد والتوزيع داخل وخارج المطارات المصرية، بما يُحقق أعلى معدلات الأداء والاستدامة لهذا المشروع الحيوي.
كما أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن المشروع يدعم جهود الدولة نحو تقليل البصمة الكربونية لقطاع الطيران، ويعزز الشراكة مع القطاع الخاص في إنتاج وقود حيوي بديل وآمن.
وأضافت أن الوزارة أعدت خارطة طريق شاملة لتوفير مدخلات الإنتاج، خاصة زيوت الطعام المستعملة، والتي تم إعداد دراسة متكاملة بشأنها، مشيرة إلى أن هذا النوع من المخلفات يخضع حالياً لتنظيم كامل بموجب قانون إدارة المخلفات، بما يتيح حوافز استثمارية خضراء في هذا المجال الحيوي.
وفي ذات السياق، أكد المهندس إبراهيم مكي رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات، أن المشروع يُعد الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، ويعتمد على تكنولوجيا معتمدة دولياً لتحويل زيوت الطعام المستعملة إلى وقود طائرات مستدام. وأضاف أن تشكيل فريق متابعة مشترك من الوزارات الثلاث يسهم في تسريع وتيرة التنفيذ وتحقيق أفضل عائد اقتصادي وبيئي.
كما استعرض الدكتور تامر هيكل رئيس شركة “ESAF”، ملامح المشروع الذي تبلغ استثماراته 530 مليون دولار، ويقام على مساحة 100 ألف متر مربع مقابل ميناء الدخيلة، موضحاً أنه تم الانتهاء من دراسات الجدوى بالتعاون مع بنك التنمية وإعادة الإعمار الأوروبي (EBRD).
وأشار إلى أن المشروع يستهدف إنتاج 120 ألف طن سنوياً من وقود الطائرات المستدام، سيتم توجيهها لتغطية احتياجات السوق المحلي والتصدير.
وفي ختام الاجتماع، تم استعراض الاستراتيجية الوطنية لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج وتداول وقود الطائرات المستدام، والتي أعدتها الشركة القابضة للبتروكيماويات بتكليف من وزير البترول، حيث تضمنت آليات التنفيذ، والتسويق، والشراكات الدولية، وضمان استدامة سلاسل الإمداد.
هذا التعاون الوزاري يُشكل نموذجاً رائداً للتكامل المؤسسي، ويعكس التزام الدولة المصرية الجاد بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية ملموسة تقود نحو مستقبل أكثر خضرة وأماناً.
